مشكوووور وانا هذا راي بالحوار والجدال
الحوار والجدال لفظان يتفقان في أمور، ويختلفان في أمور أخرى. وفي العموم، فإن أحد هذين اللفظين أكثر أدباً ورُقياً من الآخر، كما أنه أسرع وصولاً إلى قلوب الآخرين، فضلاً عن أنه ينم عن رغبة حقيقية للوصول إلى الحق والانتصار له، وليس الانتصار للذات وإبراز العضلات وإفحام الطرف الآخر.
فما هو الحوار ؟ وما هو الجدال ؟ وهل هناك فرق بينهما أم أنهما وجهان لعملة واحدة ؟
الحوار ( لغة ):
* الحوار: حديث يجري بين شخصيـن أو أكثر.
* حاوره مُحاورة وحِواراً : أي جاوبه وجادله.
* حـاوروا: أي تراجعـوا الكـلام بيـنهـم.
الجدال (لغة):
* جادله مجادلة وجدالاً: أي ناقشه وخاصـمه.
* تجادلا في الأمـر: أي تخاصما فـيـه.
* جَدِلَ جَدَلاً: أي اشتدت خصومته.
الحوار ( اصطلاحاً ):
* الحوار هو حديث يجري بين شخصين أو أكثر، لتوصيل معلومة أو الإقناع بفكرة، يغلب عليه الهدوء والبعد عن الخصومة.
الجدال ( اصطلاحاً ):
الجدال هو حديث يجري بين شخصين أو أكثر، لإفحام الطرف الثاني أو إقناعه بفكرة معينة، تغلب عليه الخصومة والتربص والتعصب للرأي.
والمجادلة في علم المناظرة: هي المناظرة لا لإظهار الصواب وإنما لإلزام الخصم.
* الحوار في القرآن ..
القرآن الكريم يدعو إلى الحوار الذي من مستلزماته الاعتراف بالطرف الآخر وبحقه في الوجود وبحقه في التعبير عن رأيه وبحقه في الاختلاف معك .
ويكفي أن تعلم أن مادة - ق و ل - تتكرر في القرآن 1722 مرة، وعلى سبيل المثال:
نجد "قال" 529 مرة.
و "يقولون" 92 مرة.
و "قل" 332 مرة.
و "قولوا" 13 مرة.
و "قيل" 49 مرة.
و "القول" 52 مرة .
و "قولهم" 12 مرة .
ولم ترد كلمة الحوار ومشتقاتها في القرآن الكريم إلا في ثلاثة مواضع، موضعان في سورة الكهف ، وموضع واحد في سورة المجادلة .
الموضع الأول في قوله تعالى (في قصة أصحاب الجنة):{وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالاً وأعز نفراً}.(الكهف، الآية:34).
والموضع الثاني في قوله تعالى
أيضاً في قصة أصحاب الجنة):{قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلاً}. (الكهف، الآية : 37).
أما الموضع الأخير فهو في قوله تعالى
في قصة خولة بنت ثعلبة مع زوجها) :{ قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير}.(المجادلة، الآية : 1).